این کتاب ترجمه ی کتاب(به طور اتفاقی)می باشد.
بمحض الصُدفَه
هَلْ وُجِدَ العالَمُ صُدفَهً؟
إنَّ إحدى أفضَلِ الطُرُقِ لِلْوصولِ إلى مَعرِفَهِ اللهِ هیَ التَأمُّلُ فی هذا العالَمِ المَلیءِ بِالظَواهِرِ الخارِقَهِ وَالمُدهِشَهِ،
فَعالَمُ الوجودِ هذا مَلیءٌ بالعلاماتِ الدالَّهِ على وجودِ الخالقِ، وهوَ مرآهٌ لِتَجَلّی کمالِ اللهِ وَجمالِهِ.
وإنَّ المُلحدینَ یَسعونَ دائماً لِسَدِّ هذا الطریقِ أمامَ العِبادِ بادّعائِهِم الواهِنِ بأنَّ عالَمَ الوجودِ هوَ ولیدُ الصُدفَهِ دونَ أنْ یکونَ لَدَیهِمْ دلیلٌ یَقبَلُهُ العقلُ.
وَقَدْ أعِدَّ کِتابُ «بِمَحضِ الصُدفَهِ» للأطفالِ الأعزاءِ بأسلوبٍ تَمتَزِجُ فیهِ الفَکاهَهُ مَعَ الأدلّهِ العقلیّهِ والفِطریّهِ فی بیانِ بُطلانِ ادّعاءِ الصُدفَهِ فی إیجادِ هذا العالَمِ.
مَرَّتْ ثَلاثَهُ أیّامٍ أخرى أیضاً، وَفی الیَومِ الرابِعِ مَرَّ رَجُلٌ بَنّاءٌ مِنْ هُناکَ فَرأى ذلِکَ الهَیکَلِ الحَدیدیّ وَکومَهِ الطابوقِ، فَقالَ فی نَفسِهِ
“إنَّنی عاطِلٌ عَنِ العَمَلِ مُنذُ سِتَهِ أشهُرٍ، وَبِما أنَّهُمْ وَضَعوا کَومَهَ الطابوقِ هُنا فَلابُدَّ أنَّهُمْ یَحتاجونَ إلى بَنّاءٍ.”
وَعِندَها تَوَجَّهَ البَنّاءُ نَحوَ بُیوتِ الجیرانِ لِیَسألَهُمْ عَنْ صاحِبِ هذا الهَیکَلِ الحَدیدیّ وَالطابوقِ،
وَبِمَحضِ الصُدفَهِ هَبَّتْ رِیاحٌ شَدیدَهٌ فی تِلکَ اللحظَهِ فَرَفَعَتِ الطابوقَ عَنِ الأرضِ وَوَضَعَتهُ فی المَکانِ المُخَصَّصِ لَهُ على الهَیکَلِ الحَدیدیّ،
فَبُنیَتْ جُدرانُ الهَیکَلِ وَسَقفُهُ بِمَحضِ الصُدفَهِ. وَمِنَ المُثیرِ لِلْدَهشَهِ أنَّ عَدَدَ الطابوقِ کانَ بِالمِقدارِ المَطلوبِ تَماماً؛ فَلَمْ تَنقُصُ طابوقَهٌ واحِدَهٌ وَلَمْ تَزِدْ.
شَعَرَ البَنّاءُ بِالدوارِ مِنْ شِدَّهِ التَعَجُّبِ عِندَما رأى ذلِکَ المَشهَدَ وَظَنَّ بِأنَّهُ قَدْ خُیّلَ لَهُ، فَقالَ بِصَمتٍ:
“هذا ما أصابَنی بِسَبَبِ البَطالَهِ، لَقَدْ تَشَوَّشَتْ أفکاری وَصِرْتُ أتَخَیَّلُ! أظُنُّ أنَّنی قَدْ أُصِبْتُ بِالجُنونِ، یَنبَغی عَلَیَّ مُراجَعَهُ الطَبیبِ قَبلَ فَواتِ الأوانِ.”
نقد و بررسیها
هنوز بررسیای ثبت نشده است.