البیضه الذهبیه
أعَدَّتْ إدارَهُ مَدْرَسَهِ المَعرِفَهِ لِطُلّابِها رِحْلَهً مَدْرَسِیَّهً إلى خارِجِ المَدینَهِ.
فی ذلِکَ الیَومِ کانَتِ الشَمْسُ ساطِعَهً والسَماءُ صافِیَهً وَکانَ الأولادُ جالِسینَ على ضِفَّهِ النَهْرِ بِشَکلِ مَجموعاتٍ.
افتَرَشَ سَعیدٌ وَماجِدٌ بِساطَهُمْ تَحتَ ظِلِّ شَجَرَهٍ کانَتْ هُناکَ وَجَلَسا یَأکُلانِ بُذورَ البَطّیخِ المُمَلَّحَهِ.
وَحینَما حانَ وَقتُ الغَداءِ قالَ سَعیدٌ لِماجِدَ: ماذا جَلَبْتَ مَعَکَ لِلْغَداءِ؟ قالَ ماجِدُ وَکانَتْ کَفُّهُ مَلیئَهً بالبُذورِ المُمَلَّحَهِ:
أنا لَدَیَّ بَیْضَتا دَجاجٍ، وَأنتَ ماذا عِنْدَکَ؟ فَأجابَ سَعیدٌ: أنا لَدَیَّ خُبْزٌ وَجُبْنٌ وَبَعضَ حَبّاتِ الجَوزِ. أتُریدُ أنْ نَتَقاسَمَهُا مَعاً؟
بَدی عَلی وَجْهِ ماجِدٍ أنَّهُ لا یُحِبُّ الجُبْنَ، فقالَ وَهوَ یُمْسِکُ بِالبَیْضَتینِ فی یَدِهِ: لا، أنا لا أریدُ الجُبْنَ وَالخُبْزَ،
وَلکِنْ إنْ أرَدْتَ أنْ تَأکُلَ البَیضَ یُمْکِنُنِی أنْ أعطیَکَ إحدى هاتَینِ البَیضَتَینِ، وَبالطَبْعِ أریدُ مِنْکَ أنْ تَرُدَّها إلَیَّ لاحِقاً مَعَ فائِدَتِها.
اسْتَغرَبَ سَعیدٌ مِنْ کَلامِ ماجِدٍ فَقالَ بانْزِعاجٍ: إنَّنا صَدیقانِ وَقَدْ جِئْنا لِهذِهِ الرِّحْلَهِ مَعاً، فَما الداعی مِنْ هذا الکَلامِ؟!
فأجابَ ماجِدٌ وَهوَ عابِسٌ: إنْ کُنْتَ لا تَقْبَلُ بِهذا فَلَسْتَ مُجْبَراً عَلَیهِ.
لَمْ یَکُنْ سَعیدٌ یُریدُ التَخاصُمَ مَعَ صَدیقِهِ فَقالَ عَلى الفَورِ وَدونَ تَفکیرٍ: حَسَناً، لا بَأسَ، سَأعیدُها إلیکَ مَعَ فائِدَتِها.
نقد و بررسیها
هنوز بررسیای ثبت نشده است.